ومالي لا أعبد الذي فطرنيتأملات في حكمة العبادة وغايتها
"وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي" - هذه الآية الكريمة من سورة يس تطرح سؤالاً وجودياً عميقاً يدعو الإنسان إلى التأمل في حقيقة عبوديته للخالق عز وجل. فما الذي يمنع الإنسان من عبادة من أوجده ورزقه وهداه؟ ولماذا يختار البعض طريق الجحود مع وجود كل الأدلة على وحدانية الله؟ وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيحكمةالعبادةوغايتها
معنى الآية وتفسيرها
تأتي هذه الآية في سياق حوار بين مؤمن من أهل القرية التي كذبت المرسلين وبين قومه. يقول هذا المؤمن موبخاً نفسه ومستنكراً تقاعسه عن عبادة الله: "وما لي لا أعبد الذي فطرني" أي ما العذر الذي يمنعني من عبادة خالقي؟
و"الفطر" هنا تعني الخلق والابتكار، فالله سبحانه هو الذي خلق الإنسان من عدم وهداه إلى سبيل الرشاد. فكيف ينسى الإنسان فضل ربه وينصرف عن عبادته؟
دوافع العبادة وغاياتها
شكر النعمة: العبادة هي تعبير عن امتنان العبد لربه على نعمه التي لا تعد ولا تحصى. فمن أنعم عليك بالوجود والحياة والعقل والرزق، أولى بك أن تشكره وتعبده.
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيحكمةالعبادةوغايتهاإدراك الغاية: خلق الله الإنسان لغاية عظيمة هي عبادته، كما قال تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون". فالعبادة تحقق الغاية من الوجود الإنساني.
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيحكمةالعبادةوغايتهاالسكينة النفسية: العبادة تملأ القلب طمأنينة، فمن عبد الله حق عبادته وجد راحة لا تعدلها راحة.
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيحكمةالعبادةوغايتها
عوائق العبادة
الغفلة: ينشغل الإنسان بمتاع الدنيا وينسى حقيقة وجوده وغاية خلقه.
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيحكمةالعبادةوغايتهاالهوى: اتباع الشهوات يصد عن سبيل الله، فمن استسلم لهواه أعرض عن عبادة ربه.
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيحكمةالعبادةوغايتهاالتقليد الأعمى: يتبع بعض الناس آباءهم في الضلال دون تفكر أو تمحيص.
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيحكمةالعبادةوغايتها
الخاتمة
"وما لي لا أعبد الذي فطرني" دعوة لكل إنسان لمراجعة نفسه، فليس هناك عذر مقبول للإعراض عن عبادة الخالق. العبادة حق لله على عباده، وهي شرف للإنسان وليست تكليفاً ثقيلاً. فليتأمل كل منا: ما الذي يمنعني حقاً من عبادة من خلقني ورزقني وهداني؟
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيحكمةالعبادةوغايتهافاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، واجعلنا من العابدين الشاكرين.
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيحكمةالعبادةوغايتها