السيسي وترامبشراكة استراتيجية في عالم متغير
في عالم يشهد تحولات جيوسياسية متسارعة، تبرز العلاقة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كنموذج للتعاون الاستراتيجي الذي تجاوز الحدود التقليدية للدبلوماسية. خلال فترة حكم ترامب (2017-2021)، شهدت العلاقات المصرية الأمريكية دفعة قوية، حيث جمع بين الرجلين نهج عملي يركز على تحقيق المصالح المشتركة في منطقة الشرق الأوسط المضطربة. السيسيوترامبشراكةاستراتيجيةفيعالممتغير
أساسيات الشراكة: الأمن والاقتصاد
اعتمدت رؤية السيسي وترامب على ركيزتين رئيسيتين: مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار الإقليمي من جهة، وتنشيط العلاقات الاقتصادية من جهة أخرى. فقد أشاد ترامب علناً بجهود مصر في مواجهة التطرف، بينما دعم السيسي سياسة ترامب تجاه الملف الفلسطيني عبر "صفقة القرن". كما شهدت الفترة زيادة في الاستثمارات الأمريكية بمصر، خاصة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية.
نقاط التحول البارزة
- الزيارات الرسمية: زار ترامب القاهرة عام 2017 في أول جولة خارجية له كرئيس، مؤكداً مكانة مصر كحليف رئيسي.
- الدعم العسكري: وافقت إدارة ترامب على صفقات أسلحة لمصر بقيمة مليارات الدولارات، بما في ذلك طائرات أف-35.
- القضية الفلسطينية: تبنى السيسي موقفاً وسيطاً داعماً لخطة ترامب للسلام، رغم انتقادات عربية ودولية.
انتقادات وتحديات
واجهت هذه الشراكة انتقادات من حقوقيين بسبب تساهل ترامب مع ملف حقوق الإنسان في مصر، بينما اتهم السيسي بالتواطؤ مع سياسات أمريكية مثيرة للجدل. ومع ذلك، حافظ الطرفان على أولوية المصالح الاستراتيجية فوق الخلافات.
مستقبل العلاقات
بعد مغادرة ترامب للبيت الأبيض، تواصل مصر العمل مع الإدارة الأمريكية الحالية، لكن خبراء يشيرون إلى أن "عصر ترامب" مثل ذروة في التعاون الثنائي بفضل الكيمياء الشخصية والرؤية المتقاربة للقضايا الإقليمية.
خاتمة
تمثل شراكة السيسي-ترامب حالة دراسية في الدبلوماسية الواقعية، حيث أثبتت أن العلاقات الدولية يمكن أن تزدهر حتى بين قيادات مختلفة الأيديولوجيات عند توافق المصالح. مع استمرار التحديات في المنطقة، تبقى هذه التجربة نموذجاً للتعامل مع التحالفات في القرن الحادي والعشرين.
السيسيوترامبشراكةاستراتيجيةفيعالممتغير