حكم البطالمة مصر لأكثر من ثلاثة قرون (من 323 ق.م إلى 30 ق.م)، حيث أسسوا إحدى أعظم الممالك الهلنستية بعد وفاة الإسكندر الأكبر. وقد تركوا إرثاً حضارياً وعلمياً ضخماً جعل من الإسكندرية عاصمتهم مركزاً للعلم والثقافة في العالم القديم. البطالمةحكاممصرالهلنستيونوأعظمإنجازاتهم

أصول البطالمة وتأسيس المملكة

ينحدر البطالمة من بطليموس الأول سوتر (المنقذ)، أحد قادة الإسكندر الأكبر. بعد وفاة الإسكندر، اقتسم قادته إمبراطوريته، حيث حصل بطليموس على مصر. وقد أسس سلالة حاكمة استمرت حتى وفاة كليوباترا السابعة عام 30 ق.م.

تميز حكم البطالمة بالدمج بين الثقافة المصرية القديمة والثقافة اليونانية، حيث احترموا التقاليد المصرية وتبنوا عبادة الآلهة المحلية، كما شيدوا معابد جديدة مثل معبد إدفو الشهير.

الإنجازات الحضارية والعلمية

1. مكتبة الإسكندرية

أنشأ البطالمة مكتبة الإسكندرية، التي أصبحت أكبر مركز للمعارف في العالم القديم. ضمت مئات الآلاف من المخطوطات في شتى المجالات، من الفلسفة إلى الطب والرياضيات. كما ارتبط بها "موسيون" الإسكندرية، الذي كان بمثابة أول جامعة بحثية في التاريخ.

2. العلوم والاكتشافات

ازدهرت العلوم في عهد البطالمة، حيث قدم علماء مثل إقليدس (أبو الهندسة) وأرخميدس وكلاوديوس بطليموس (عالم الفلك) إسهامات غيرت مسار المعرفة الإنسانية. كما طور هيروفيلوس علم التشريح، ووضع أرسطرخس الساموسي نظرية مركزية الشمس قبل كوبرنيكوس بقرون.

3. العمارة والهندسة

شهدت مصر في العصر البطلمي بناء منشآت معمارية عظيمة، منها فنار الإسكندرية (إحدى عجائب الدنيا السبع)، بالإضافة إلى توسيع ميناء الإسكندرية ليكون مركزاً تجارياً عالمياً.

تراجع وسقوط المملكة البطلمية

رغم القوة التي تمتع بها البطالمة في القرون الأولى، إلا أن الصراعات الداخلية والتدخل الروماني أديا إلى تدهور المملكة. كانت كليوباترا السابعة آخر حكام البطالمة، حيث انتهى حكمها بهزيمتها أمام أوكتافيوس (أغسطس لاحقاً) وانتحارها عام 30 ق.م، لتصبح مصر بعدها مقاطعة رومانية.

الخاتمة

ترك البطالمة إرثاً حضارياً وعلمياً لا يزال يؤثر في العالم حتى اليوم. فتحول الإسكندرية إلى عاصمة للعلم والثقافة، وإنجازاتهم في الطب والهندسة والفلك، جعلتهم من أعظم السلالات الحاكمة في التاريخ. رغم زوال مملكتهم، إلا أن بصمتهم ظلت خالدة في تاريخ مصر والعالم.