الزمن ذلك الساحر العجيب الذي يمر بنا كالريح، يغير كل شيء حولنا لكنه يعجز عن تغيير جوهرنا. كم من السنوات مرت، وكم من الأحداث دارت، وها نحن ما زلنا كما كنا، محتفظين بذاتنا وقيمنا وأصالتنا. الزمن غير ملامحنا الخارجية، لكنه لم يستطع أن يمس أعماقنا التي تشكل هويتنا الحقيقية. الزمنغيرملامحناونحنبقينامانحن
في خضم هذا العالم المتسارع، حيث تتغير الموضات وتتبدل الأذواق وتتطور التكنولوجيا، يبقى الإنسان العربي متمسكاً بجذوره. قد نرتدي ملابس عصرية، أو نستخدم أحدث الأجهزة، لكن قلوبنا ما زالت تنبض بنبض الأجداد، وعقولنا ما زالت تحمل حكمة الأسلاف. الزمن يستطيع أن يغير الشكل، لكنه يعجز عن تغيير الروح.
التاريخ يشهد أن الأمم التي حافظت على هويتها استطاعت أن تصمد أمام كل العواصف. نحن كعرب نعلم جيداً أن سر قوتنا في تمسكنا بتراثنا وقيمنا. قد يتغير العالم من حولنا، لكن مبادئنا تبقى ثابتة كالجبال. الكرم، الشجاعة، الإخلاص، كل هذه القيم ليست مجرد كلمات نرددها، بل هي مبادئ نعيشها يومياً رغم كل محاولات العصرنة.
في عصر العولمة حيث تذوب الحدود وتختلط الثقافات، يزداد التحدي في الحفاظ على الهوية. لكننا ندرك أن الاختلاف ليس عيباً، بل هو مصدر غنى للبشرية. كوننا مختلفين لا يعني أننا متخلفون، بل يعني أننا نحمل رؤية خاصة للحياة تستحق أن تبقى وتزدهر. الزمن غير ملامحنا الخارجية، لكنه لن يغير حقيقتنا الداخلية.
ختاماً، علينا أن نفتخر بما نحن عليه، وأن نعمل على تطوير أنفسنا دون أن نخسر جوهرنا. الزمن سيمضي، والتغيرات ستستمر، لكننا سنبقى كما نحن في العمق: عرباً نعتز بماضينا، ونعيش حاضرنا، ونتطلع إلى مستقبلنا بثقة وإيمان. لأن الأمة التي تحافظ على هويتها هي الأمة التي تستحق البقاء.
الزمنغيرملامحناونحنبقينامانحن